نهدف الى نشر الفائدة إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين و نحو ثقافه و ترفيه لا تتجاوز حدود الدين والادب
سوبرمان لم يكن شجاعا
في ذات يوم ومن خلال احتكاكي بالأطفال لطبيعة عملي الخيري الذي أقوم به
وبعد حكاية طويلة عريضة عن أبطال الإسلام وعلى رأسهم سيف الله
المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه، التف الاطفال حولي
ومن بينهم جلس طفل مميز بجواري وقال إن لديه سؤالاثم نظر عاليا في سقف المسجد ثم ألقى سؤاله هوّا سوبرمان شجاع؟؟
وبصراحة فقد كانت الإجابة طبعا أو جدا على طرف لساني
ولكن ولأنه هذا الشبل بالذات فقد تمهلت قليلا، وقلبت السؤال على جميع أوجهه بحثا
عن الجانب الغريب لأستطيع تخمين سؤاله القادم فلم أستطع فأجبت عن سؤاله وأنا أتلعثم
! ليه؟ بتسأل ليه
فقال لا أبدا
لكنه باغتني بما في ذهنه مباشرة بقوله
طيب هوا أشجع والاّ سيدنا خالد بن الوليد؟ أصل سوبرمان هوا كمان مبيتغلبش
بصراحة حينها كرهت سوبرمان على الرغم أنني كنت وأنا صغير من المتابعين
والمحبين جدا للمسلسل وهمست في نفسي الله يخرب بيتك يا سوبرمان
تطلعت في عيني الشبل بغيظ فلم أجد منها إلا كل براءة وانتظار لإجابة شافية بكل
شغف وهو ما دفعني للرد مباشرة
لأ طبعا.. سيدنا خالد أشجع يا حبيبي.. سوبرمان دا شخصية خيالية لا وجود لها
فرد علي قائلا
ما أنا عارف! بس افرض كان موجود.. مين كان هيبقى أشجع من التاني؟
فقلت لا يا حبيبي سيدنا خالد بن الوليد كان هيبقى هوا الأشجع طبعا
وهنا نظر إليّ في لهفة متطلعا إلى حيثيات الحكم، فتابعت
اسمع يا حبيبي، لو فيه طريق مظلم جدا.. وفيه منكم اثنان
واحد معه مصباح والتاني لأ.. والاتنين مشوا في الطريق.. مين هيكون الأشجع؟
فرد الجميع اللي مامعهوش مصباح طبعا يا أستاذفتابعت
طيب سوبرمان معه قوة عضلية خارقة ويستطيع الطيران والغوص تحت الماء
باختصار سوبرمان لا يهزم حسب الأسطورة.. صح؟
فقالوا جميعا صح يا أستاذ
فتابعت
طيب أيهما أشجع.. أن تقاتل والهزيمة محتملة، أم أن تقاتل وأنت لا تهزم؟
وهنا لمحت ابتسامة الفتى من بين الجميع أثناء صيحاتهم وهتافهم باسم ابن الوليد رضي الله عنه
لقد علمني أشبالي أن الشجاعة لا تنبت إلا في أرض الخوف فقد اكتشفت أن سوبرمان
النبيل الذي يحارب من أجل الضعفاء لم يكن شجاعا حسبما تخيلته الأسطورة
لأنه ببساطة كان بطلا لا يقهر، وغير قابل للهزيمة كما يزعمون
لكن الشجعان حقا ومن يستحقون أن يلقبوا بلقب السوبر هذا هم الذي يناضلون من أجل
الضعفاء ومن أجل الحرية برغم المخاوف
مخاوف المعتقلات والعصي الأمنية وبطش الظالمين
فكم في زماننا هذا من الأقوياء الأخفياء الذين يستحقون لقب سوبر بجدارة
إن هذا الشبل طرح على ذهني بأسلوب غير مباشر سؤالا آخر محيرا وما زلت لا
أجد له جوابا ألا وهو هل أحفاد ابن الوليد أشجع.. أم صناع سوبرمان؟
فقد برهن صناع سوبرمان على شجاعته وروجوا لنموذج وهمي احتل عقول أبنائنا
وأصبح جزءا من ثقافتهم، بينما لم نملك الشجاعة بعد لنروج لنماذجنا الواقعية الحقيقية
ترى: متى تواتينا الشجاعة الكافية لنسوّق لنماذج أبطالنا الإسلامية الواقعية بمثل ما
روجوا هم لنماذجهم الخيالية إعلاميا وتقنيا؟
محمد البطاوي
شبكة إسلام أون لاين.نت
لطفا إن اعجبك محتوى الرسالة أعد ارسالها لمن تعرف ليعم الخير والفائدة
[color="SeaGreen"][color="seagreen"]الدال على الخير كفاعله ويكون ذلك في ميزان حسناتك ان شاء الله تعالى
لاتنسونا من دعائكم