حذرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا من أن مسكنات الألم الرائجة والتي يتناولها ملايين الناس يمكن أن تسبب الإدمان حتى لو تستخدم لمدة ثلاثة أيام فقط, وأعلنت الوكالة اتخاذ جملة من الإجراءات لتوعية المواطنين البريطانيين في هذه المسألة.
وتشمل تلك العقاقير التي تحتوي على مادة الكوديين المخدرة أسماء تجارية مثل نوروفين بلاس Nurofen Plus وسلبادين بلاس Solpadeine Plus وتباع ببريطانيا دون وصفة طبية كعلاج لتخفيف الصداع وآلام الظهر والطمث.
غير أن الأرقام الرسمية تظهر أن عشرات الآلاف من البريطانيين أصبحوا مدمنين على تلك العقاقير وأن كثيرا منهم أدمنوا دون قصد, كما أظهرت تلك الأرقام أن النساء أكثر عرضة لخطر الإدمان.
ونتيجة للقلق من انتشار ما أصبح الخبراء يسمونه "الإدمان الخفي" قررت هيئة تنظيم الأدوية جملة من الإجراءات من بينها وضع تحذير بارز على كل علب هذه العقاقير اعتبارا من العام المقبل يقول "يمكن أن يسبب الإدمان لو استخدم لثلاثة أيام فقط".
كما قررت ألا يزيد عدد الحبوب بعلبة الدواء عن 32 بدلا من مائة حبة, وأن يكرر التحذير على النشرة الطبية التي تصاحب الدواء.
وإضافة لذلك قالت الوكالة إن الإعلانات الخاصة بهذه العقاقير ستقتصر على ذكر فائدتها في علاج الآلام الحادة والمتوسطة ولن تذكر فائدتها في علاج حالات مرضية أخرى كالكحة ونزلات البرد.
ويرى البعض أن الكشف عن وجود 32 ألف مدمن على هذه العقاقير ببريطانيا لا يمثل سوى الشجرة التي تخفي الغابة.
ويرى الخبراء أن كون الحصول على المسكنات لا يحتاج لوصفة طبية يجعل إمكانية سوء استغلالها واردة رغم أنها تحتوي على مادة الكوديين وهو مخدر له علاقة بالهيروين والمورفين.
ويتناول البعض ما يصل إلى سبعين حبة من هذه العقاقير يوميا، الأمر الذي يعرض صحتهم لخطر بالغ ومضاعفات تشمل نزيفا بالمعدة ومشاكل بالكبد وحصى بالمرارة فضلا عن احتمال تعرض الشخص لنوبة من الكآبة والوهن.
المصدر: ديلي تلغراف